الاثنين، 14 مايو 2018

المعلم في العام ٢٠٣٠







المعلم في العام ٢٠٣٠ 

       يبقى المعلم هو حجر الزاوية في العملية التعليمية وكل تطوير مهما صرفت عليه من أموال إذا لم يكن تطوير المعلم وتعزيز دوره في قلب جهوده وصلب اهتمامه .. فما هو إلا حصاد الريح ..لكن مع التطور التكنولوجي الهائل تبرز مجموعة من الأسئلة العميقة:
·   هل سيبقى دور المعلم كما هو أم تعصف به رياح التقنيات المتقدمة ؟
·   هل يحتاج المعلم إلى (إعادة اختراع):دوره، ووظيفته، ومهامه، وممارساته، أم يظل يتحرك في دوائر (التقليدي) ؟
·   هل سيبقى المعلم (مقاس واحد يناسب الجميع) ؟
·   هل يبقى الفصل الدراسي التقليدي هو المصدر الأساسي للتعلم ؟
·   هل نحتاج إلى معلم واحد أو فريق من (المعلمين والمختصين) لتقديم محتوى متقدم ؟


     إذا كان متعلم الغد سيضع عصابةً على رأسه تلتقط إشارات دماغه وتحولها إلى قوقل ( Google ) لتمكنه من البحث عما يدور في دماغه من أسعار الصرف إلى حلول لمعادلات "شرودنجر" وسيتمكن المتعلم عن بعد من تنفيذ تجارب في الفيزياء والكيمياء وتسجيل النتائج وفحص الأخطاء كما لو كان يمارس ذلك في المختبر.
     الحقيقة أنه مع تقدم تقنيات الذكاء الصناعي والتعلم المفتوح وتقنيات الواقع الافتراضي المعزز والبيانات الكبرى سيُصبِح الدور التقليدي للمعلم محاصراً ..بل إن المدرسة ودورها لابد له من إعادة اختراع ، فهل ستبقى المدرسة التقليدية أم هي بسبيلها إلى الانقراض؟
دور المعلم الجديد سوف يقوم به حزمة من المعلمين الخبراء والمختصين في مجالات متعددة: 
·   (خبير المحتوى) الذي يهتم بتطوير المنهج سريع التغير ..
·   (قادة المجموعات) الذين يوفرون تدريساً مباشراً لموضوعات محددة ينتقل بعدها المتعلم إلى التعلم عن بعد ..
·   (مصممي المشروعات) الذين يوفرون تجربة شبيهة بالواقع لخبرة تعليمية ثرية عن بعد
·   (المقومون) الذين يقومون بفحص تعيينات الطلاب واستجاباتهم وتقديم تغذية سريعة لخبراء المنهج والمحتوى وتصميم فرص تقويم تعلم ثرية والتعامل مع البيانات الضخمة الناتجة من رصد أداءات الطلاب واستخدام الذكاء الصناعي لتعديل استجابات النظام لتفضيلات المتعلمين وتفريد تعلمهم.
·   (خبراء البيانات الكبرى) الذين سيكون دورهم مهما في التعامل مع البيانات الهائلة للمتعلمين وتحويلها إلى شيء ذي معنى يخدم تطوير فاعلية العملية التعليمية ..
·   (المرشدون والأدلاء) الذين يقدمون الحكمة والخبرة الناضجة للمعلمين والمتعلمين ويوفرون التوجيه ورأس المال الاجتماعي.

الحقيقة أن المستقبل يفرض علينا فحصاً معمقاً لقدراتنا البشرية والمؤسسية للاستجابة الفاعلة والسريعة لهذه المتغيرات 
شاكر الشريف